اسم الکتاب : مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار المؤلف : الفاسى، أبو مدين الجزء : 1 صفحة : 263
وغاب فيها- عليه السلام- خمس عشرة ليلة.
«وفيها صلى- عليه الصلاة والسلام- صلاة الخوف [1] » . قال ابن سعد [2] :
«وكانت أول ما صلاها» .
[غزوة دومة الجندل]
(وغزا- عليه السلام- دومة [3] الجندل) : وهي مدينة من مدن الشام قرب
- «أمعك ماء؟» فقلت: نعم فجئته بقعب من ماء فنفث فيه ثم نضح على رأسه وظهره، وعلى عجزه، ثم قال: «أعطني عصا» فأعطيته عصا معي- أو قال: قطعت له عصا من شجرة- قال: ثم نسخه، ثم قرعه بالعصا، ثم قال: «اركب يا جابر» قال: فركبت. قال: فخرج، والذي بعثه بالحق بواهق ناقته مواهقة ما تقوله ناقته. قال: وجعلت أتحدث مع رسول الله. ثم قال: «يا أبا عبد الله أتزوجت؟» . قلت: نعم ... قال: «بعنى جملك هذا يا جابر» ؟. قلت: بل هو لك يا رسول الله. قال: «لا بل بعنيه» قال: قلت: نعم، سمني به. قال: «فإني آخذه بدرهم» . قال: قلت: تغبنني يا رسول الله، قال: لا، لعمري! قال جابر: فما زال يزيدني درهما درهما! حتى بلغ به أربعين درهما- أوقية- فقال: «أما رضيت؟ فقلت: هو لك. فقال: «فظهره لك حتى تقدم المدينة» . قال: ويقال: إنه قال: «آخذه منك بأوقية، وظهره لك» فباعه على ذلك. قال: فلما قدمنا ... قال جابر ... ثم أصبحت فأخذت برأس الجمل، فانطلقت حتى أنخته عند حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وجلست حتى خرج، فلما خرج، قال: «أهذا الجمل؟» قلت: نعم يا رسول الله الذي اشتريت. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم «بلالا» فقال: «اذهب فأعطه أوقية، وخذ برأس جملك يا ابن أخي فهو لك» فانطلقت مع «بلال» فقال بلال: أنت ابن صحاب الشعب؟ فقلت: نعم، فقال: والله لأعطينك، ولأزيدنك، فزادني قيراطا، أو قيراطين. قال: فما زال ذلك يثمر، ويزيدنا الله به، ونعرف موضعه، حتى أصيب هاهنا قريبا عندكم- يعني الجمل-» اه-: مغازي الواقدي بتصرف. [1] صلاة الخوف لها نظام خاص في الإسلام، وتؤدى في حالة وقوف جيش المسلمين أمام. [2] جيش العدو دون قتال يعني أن كلا من الجيشين يعد العدة للقتال-. «أما إذا التحم الجيشان، وبدأ القتال ... بجميع أنواعه؛ فلا توجد صورة مخصوصة للصلاة؛ بل يصلي كل مقاتل بالصورة المناسبة له: يصلى منفردا، أو مع جماعة، سواء كان قائما، أو ماشيا، أو راكبا ... » اه-: الرحيق المختوم لصديقي الشيخ صفي الرحمن المباركفوري. [3] قول ابن سعد «وما أول ما صلاها ... » ذكره في كتابه (الطبقات) 2/ 61 فقال: «حضرت الصلاة فخاف المسلمون أن يغيروا عليهم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ فكان ذلك أول ما صلاها» اه-: الطبقات.
اسم الکتاب : مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار المؤلف : الفاسى، أبو مدين الجزء : 1 صفحة : 263